languageFrançais

ماهر كمون: بورقيبة سعى لجعل تونس دولة ذات سيادة حقيقية

اعتبر الكاتب ماهر كمون، اليوم الأحد 9 أفريل 2023، أثناء استضافته في برنامج "جاوب حمزة"، أنّ أزهى فترات حكم البايات في تونس كانت تحت قيادة حمودة باشا باي (1782-1814) ووزيره الألمعي يوسف صاحب الطابع.

وازدهرت في عهد حمودة باشا التجارة البحرية والصناعة التونسية المحلية التي كانت تصدّر لأوروبا وباقي الحوض المتوسطي، كما عرفت البلاد استقراراً داخلياً بفضل اعتدال وحكمة حمودة باشا وسياسة التحالف مع الأعيان المحليين وشيوخ العروش وتمتين الحكم المركزي داخل البلاد، بالإضافة لتوطيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الممالك الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وفق قول ماهر كمون.

من حكم الصادق باي إلى حكم بورقيبة..

في المقابل، قال كمون إنّ أحلك فترة كانت تحت حكم الصادق باي (1860-1880) الذي أوصل تونس إلى وضع اقتصادي وصحي كارثي، حيث انتشرت المجاعة والأمراض.

وقال: "الصادق باي رجل أمي، وكان مدمناً على الخمر وشاذ جنسيا وسارق.. أنهى حياته فقيراً يتسكع في شوارع اسطنبول".

وأكّد كمون أنّ وصول بورقيبة فيما بعد إلى الحكم تركّز على الاعتناء بالبشر والاستثمار فيه عبر تونسة جميع المرافق العمومية.

وبخصوص الجلاء العسكري، أوضح كمون أنّ بورقيبة طالب في مرحلة أولى بتقليص عدد العسكريين الفرنسيين الموجودين على التراب التونسي واقتصار وجودهم على القاعدة العسكرية ببنزرت.

وقال: "ردّاً على ذلك قامت فرنسا بإيقاف مساعداتها لتونس وطالبت حتى بكراء القاعدة العسكرية ببنزرت وهو ما رفضه بورقيبة قطعياً".

وشدّد على أنّ الحبيب بورقيبة كان يسعى لجعل تونس ذات سيادة حقيقية، تكون مبنية على ثوابت، قائلا: "بورقيبة كان ينظر إلى التاريخ والزمن، بنظرة خاصّة جدّا.. يعتبر أنّه بين الحاضر والماضي هناك لحظة فارقة وهي وجوده هو".

"وسيلة بن عمّار.. امرأة علاقات"

كما تحدّث ماهر كمون عن وسيلة بن عمّار، التي كانت تتمتّع بنفوذ وعلاقات واسعة، قائلا": وسيلة بن عمار امرأة علاقات.. لها علاقات في جميع الإدارات والمؤسسات والمنشآت العمومية.. حتّى في كلّ مرّة تقع تسمية شخص ما في وظيفة معيّنة، تستضيفه في القصر وتتحاور معه". 

وأضاف أنّه عندما أصيب بورقيبة باكتئاب حادّ، أصبحت وسيلة بن عمّار تُصدر التعليمات للوزير الأوّل.

وأشار إلى أنّ وسيلة بورقيبة لم تستطع في البداية محاربة الهادي نويرة، على اعتبار أنّه كان متقنا وناجحا في عمله، بيدا أنّها اشتغلت توتّر علاقته بالحبيب عاشور، وأجّجت الأوضاع بينهما.

إضافة إلى ذلك، عملت وسيلة بورقيبة، فور وصولها القصر، على إبعاد الرئيس عن كلّ أقاربه، خوفا من تأثّريهم عليه، على رأسهم سعيدة ساسي، وهي ابنة أخت بورقيبة، وقد كانت مقرّبة منه حتّى قبل دخول وسيلة إلى القصر، وفق قول ماهر كمون الذي أكّد أنّ سعيدة ساسي انتقمت بعد ذلك واستغلت غياب وسيلة للتقرّب من بورقيبة.